الجمعة، 20 مارس 2009

ذهب وفالصو

تضع الحياة دوماً علاقاتنا الانسانية في مواضع الاختبار لتتحقق من العلاقات الاصيلة والعلاقات الزائفة.

ولم تستثني الحياة من هذه الاختبارات اي من العلاقات الانسانية على الاطلاق حتى ما نطلق عليه علاقات اصيلة الطبع مثل علاقه الامومة والابوة والاخوة.

لكن تظل دوماً اكثر العلاقات الانسانية مروراً بهذه الاختبارات والفشل فيها هي علاقة الصداقة.

فعلى الرغم من السمو اللفظي والمعنوي لهذه العلاقة إلا انها من اكثر العلاقات الانسانية فشلا في مواجهة اختبارات الحياة مرات ومرات لتُظهر الاصيل والزائف في هذه العلاقات, فتارة تصفعنا بيد ثقيلة لنحرك جفوناً اثقلتها الثقة وانعستها الطمئنينة لنرى وجوهاً شاحبة غير التي عهدناها وقد وُصمت بخاتم الزيف.

واحياناً قلة نجد يد ممدودة إلينا لنتكئ عليها في خضم هذه الاختبارات لتؤكد لنا على اصالة الرابط وعمق الصلة.

وعلى الرغم من أني قابلت في مشواري في هذه الحياة آلاف وتعرفت على المئات وأعتقدت أن اصدقائي بالعشرات إلا اني كنت دوماُ اُصدم من نتائج هذه الاختبارات.

ويمحو الزمان اسماء واسماء من لائحة الاصدقاء كل يوم ونجد أن البوم صور الاصدقاء يتقلص يوماً بعد يوم حتى اصبحنا نخشى ان يتلاشى يوماً ما.

وتختلف قوة الصفعة على قدر ما كنا نؤملة في الصديق, وما اقساها من صفعة حين تأتي مقترنة بوصم من وضعناهم محل ثقتنا وتهنا بصداقته فتزلزل الصفعة كياننا حين تُفيقنا وتوصمة بوصمة الزيف.

وعلى الرغم من زعمنا باننا نزداد كل يوم حكمة وحنكة إلا اننا نعترف امام نتائج هذه الاختبارات كل مرة اننا لانزال عرضه للخداع ولم تُكسبنا الحياة والعمر الطويل سوى قليل من المعرفة والتي لم تكن كافية للامان من الوقوع ضحية الصديق الزائف.
-
هناك علاقات متنافية كما الاحداث تماماً فوقوع احدهما ينفي وجود الآخر وحذار يا هذا ان تسوقك قدماك إلى محاولة السير على الحبل ممتطياً ذكائك في التارجح مابين اليمين واليسار جنحت مرة إلى مستنقع استنكر على أنفي تحملها لرائحته الكريهة ولهول مالاقيت بداخله الا ان اكثر ما صدمني بعد ان نفضت آخر علقة علقت منه على ثيابي هو منظر صديقي الذي كان يمدني بالقوة للغوص في هذا المستنقع
جنحت مرة إلى مستنقع استنكر الآن على أنفي تحملها لرائحته أنذاك
رغم ان ماقالوه الأقدمون حول الصديق الذي يصدقك
ذهبت كل معالم صداقتي وثقتي به في ان ينبهني إلى هول ما انوي الدخول فيه
لم اجد عيناه تستنكر ماأقدم عليه لم اجد يداه تمتد لكي توقفني عند هذا الحد من التنازل ماوجدت غير حِمل رمل ساعدني في ربطه حول ساقاي كي تثبت قدماي في كل خطوة اخطوها في هذا المستنقع
لا انكر على نفسي توهمي حينها بانه لا توجد أية أضرار قد تلحق بعلاقات اخرى
لا اخفي شعوراً بالانتقاص يتراقص حول صورتي حين اطالعها يوميا في المرآة
لا ألوم صديقي وحده فيما حدث ولكني أسأله ألم ترى الـ ..... في نهاية السبيل ؟

ومع فقداني صديق وضعت في صداقته ثقة كبيرة وعهوداً غليظة فما كان منه إلا ان قابل هذه الثقة بخسة الافاعي ونذالة قطاع الطرق ولم يتورع ان يرميني بما يعرف يقينا انه ليس في ليبرر لنفسة المريضه خطأه في حقي.

واجد نفسي اتسائل

اي الاثنين الباقين - من العشرات - سافقد لاحقاً؟

واهمس بيني وبين نفسي:

ظلو اصدقائي..........

هناك 6 تعليقات:

ebn roshd 777 يقول...

والله انا احترت معاك يا معلمي
مره تكتب كلام غريب
وكتير اوي بتكتب حكم ومواعظ وعصاره خبرات السنين
المهم الصداقه
انا لا ادعي الفراسه والحكمه
ولكن الله متعني بمعرفه الحقائق مبكرا
يعني من اول ما لاحظت ان اصحابي بيتغيروا من الاعدادي للثانوي
ايقنت وانا بالجامعه ان صداقاتي بها مجرد زماله ولم اعشم نفسي ابدا ان لي اصدقاء بالمعني الصحيح
ولا تتعجب ان قلت لك ان هذا مبداي حتي الان ولكني احترم كل انواع الزماله
واقرب مثال هو مجال التدوين فانا احترم زملائي المدونين ولا اريد ان ترتقي الزماله الي صداقه ابدا
والموضوع كبير اوي لان فيه سياسه عليا
لو حبيت نكمل انا فاضي ورايق يا معلمي

ضايع يقول...

ابن رشد
ما غريب الا الشيطان
الكلام التهييس ده المخرج والمهرب من واقع خانق جعلني اكرة كل شيئ واهرب من كل شيئ.

وربما كان هذا هو الهدف الرئيسي لانشائي هذه المدونة وهو لهروب الكبير من كل الحوارات الفكريه والمناظرات العقليه إلى ادنى مراحل الحوار الساخر
ولكن الطبع يغلب التطبع فما عاد لدي من صديق إلا قلمي وما عدت استطيع ان انفث مكنونات صدري سوى كتابه حتى يخيل لي اني فقدت القدرة على الكلام.
انا عكسك تماما في نقطه الصداقه
فللصداقه عندي معناً عظيما وقيمه ابديه ولدي قناعه تامه ان الحياة بلا اصدقاء اوفياء لا قيمة لها وان القبر اكثر دفئا منها.
ربما كان معك الحق في موقفك لتريح نفسك من مثل ما اعانيه اليوم ولكن من وجهة نظري الزماله شيئ لا يغني ولا يقارن بصديق واحد حقيقي حتى لو كان الزملاء بالالاف

تحياتي.........

هاني النجار يقول...

إذا كانت الحياة باختباراتها تمحي من قائمة الأصدقاء أسماء، فإنها تضيف أيضاً أسماء أخرى قد تدور عليها الدوائر
لكن صدقني عل قدر عمري تعلمت من الحياة ألا أعطي ظهرى أبداً إلى صديق ظناً أنه سيحميه
فكما أنه لا يحك جلدك إلا ظفرك، فإنه لا يحمي ظهرك إلا جَلدك

سعدت بما قرأت
فأشكرك .. وتقبل مروري

صبرني يارب يقول...

ايه ده

ايه الداخله الجامده دي

الصداقه

اه مهمه طبعا انا بقى عكس ابن رشد تمامااااا

انا كل الناس اصحابي على درجه من الصداقه معاهم

لكن طبعا في منهم القريبين اوي من نفسي وباحبهم حب خاص

وما عنديش اي مانع من اكتساب صداقات جديده وكتيره

وباسيب الزمن دايما ويقرر مين فيهم يبقى اقرب الى نفسي ومين ابعد

مش عارفه يمكن لانى الحمد لله عمري ما انصدمت في حد اعتبرته صديق

ويمكن لانى بابقى فاهمه الشخص كويس بسلبياته قبل ايجابياته بالتالي لما يصدر منه النداله مثلا لا تعد صدمه بالنسبه لي ؟؟!!

الله اعلم

فى النهايه انا عندي قناعه باطمن بها نفسي دايما
هو حديث رسول الله
اتقى فراسة المؤمن فانه يرى بنور الله


ودايما باتمنى على الله انى اكون من المؤمنين

ودايما دايما واثقه ان ربنا بيستجيب دعايا ويبصرني بنوره
مش عارفه ليه يعنى بس هو كده متعشمه فى ربنا
مش عارفه حقيقى ليه


فى كمان حاجه مهمه

الصديق ممكن يكون اثنين فى واحد

يعنى ممكن تكون زوجتك صديقتك
وممكن يكون اخوك صديقك
وممكن يكون قريب صاحبك
كده يعنى

المهم يعنى عندي اصحاب كتييييييير اوي

لكن فى واحد بس اعتبره اقرب صديق ليا ومن بعده يجي الباقي بقى

وتحياتي لحضرتك

ضايع يقول...

هاني

ليس من السهل ان تضييف الحياة اسماء بدلا من التي ذهبت ففقد صديق قد يكون سهلا ولكن اكتسابه بغايه الصعوبه.

سعدت بمرورك

ضايع يقول...

صبرني يا رب

كلامك جميل كعادته
لكن ربما كان تعريفي انا للصديق يختلف عن تعريفك

فانا افرق بين الزميل والصديق والمعرفه.

ولهذا فاني اكتسب الاصدقاء بصعوبه وببطئ شديد

واما عن الصديق الزوج او الزوجه او الاخ فلا ادري ربما كان احتياجي الشخصي لصديق لا يعرفني من الداخل مثلهم هو ما ابعدني عن هذه الفكرة


سعيد دوما بزيارتك